عورتي شعري؟ عورتك عقلك !
الثورات التي نادت -كذباً و نفاقاً بالحريّة- قتلت جميع الأصوات الأنثوية أولها صوت الحكمة.
أن تكون حكيماً يعني أن تستخدم عقلك في إتباع الدين لا موروثك و عادات أجدادك.. أن تكون حكيماً يعني أن تُجادل كل من وضع القشور عنواناً للأديان، وكل من ظنّ أن ما ورثه -بفعل مصادفة الجماع- حقائق لا تقبل التفكير!
**********
بلسان الحكمة:
- أخبري الجهلاء:
مشكلتكم ليست معي.. أصلها مع " المعري" الذي قال:
(اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر ديّن لا عقل له.)
مشكلتكم مع " ابن سينا" صاحب نظرية المعرفة و التي ساوى فيها الفلاسفة مع الأنبياء، وقد خص الفلاسفة بميزة أخرى وهي أن الفلاسفة استمروا في رسالتهم وارتقاء معارفهم في الوقت الذي ختمت النبوة.
مشكلتكم مع " الرازي" الذي قال عن ما يراه من عدم تسامح المتدينين مع نقد الدين:
(إذا سئل أتباع الدين أن يقدموا برهاناً على صدق دينهم، فإنهم يغضبون، ويسفكون دم كل من يواجههم بهذا السؤال.. إنهم يمنعون التفكر العقلاني، ويسعون جاهدين لقتل معارضيهم. لهذا تبقى الحقيقة محجوبة كلياً).
قولي لهم أنني هنا في كل مكان من هذه الأوطان التي يحاولون(وطوطتها)، هاربة على طرقات العمر أكلم نفسي، أشفق على أمة كفرت " ابن سينا" و " المعري".. هدرت دم "ابن رشد" .. قتلت " فرج فودة".. و رجمت " الطبري".. و عقلي يتحدى جميع ترهات من قضوا أعمارهم في الكسل، في دراسة فاشلة، ثم جلسوا كأصنام محرّم المساس بها.
نفسه الذي أحرق " ابن المقفع" و أجرم في تقطيعه يحرق اليوم سمعة كل من ينادي باستخدام العقل.
قولي لهم هذه التي تسمونها( مرتدة) :
في قلبها" الله"، و كانت في قلوب جميع من نادوا يوما بالحب و بالإنسانية:
أنبياء، رسل، أولياء، علماء، أدباء، شعراء، و فلاسفة.
يا سيدتي العجوز، يا سيدتي التي لا تريد أن تطعمني كي لا تتبعني:
-نعتوني بالمرتدة لأنهم يخافون أن يتبعني الشباب، الشيوخ و الأطفال .. دمغوا هذه الصفة بي ليحظروا على عقول البسطاء و الفقراء مناشدتي..
نعتوني بالمرتدة، لكنني لا أسرق، لا أكذب، لا أزني، لا أقتل، لا أهدر الدماء و لا الأعراض!
يا سيدتي العجوز أعلم أن في سلة التفاح خاصتك سبع تفاحات لحفيدتك التي استعمر بطنها ( الدود)، و أعلم أيضاً أنها ستموت لأنك تعالجينها بالسائد و المتعارف عليه، و ليس بدواء ناجع.
اصفر لون العجوز:
-لا تقولي هذا.. قولي لي العلاج..
-هناك في زاوية الطريق حيث أكوام اللحم الأبيض و الأسود و الملون طبيب يهذي بالدواء، يصرخ بأن أكل اللحم دون معرفة مصدره و طهيه ينقل الأمراض، الجميع حوله يضحكون عليه، و هو يبدو كمجنون في كومة (جهلة)، اسأليه أن يعالج حفيدتك.
- لا أعطيها التفاح على الريق لأسبوع، كعادة موروثة بأنه يفيد في القضاء على ( الديدان).
-أعطها الدواء الذي صنعته العقول، أما ( التفاح) فضعيه أمامها إن أحبته أكلت...
*********
الحكمة أمُّ الحريّة، الاثنتان لا تهتمان بالقشور..
لا حريّة بلا حكمة!
لا تكن (غرائزياً) و تسأل عمّا فوق رأسي، كن عاقلاً و فكّر فيما يحويه.